الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

الجذور التاريخية لمفهوم الصدمة النفسية

      يعتقد الباحثون أن مفهوم الصدمة قد وضع في عام  1884) م( ، حيث أطلق العالم عليه مصطلح العصاب الصدمي، ولكنهم بذلك يتجاهلون تطور مفهوم الصدمة "Oppenheim"عبر آلاف السنين وقد كان للحضارة العربية مساهماتها في تطور هذا المفهوم، ونذكر على سبيل المثال تجربة ابن سينا التي لا يمكن تجاهلها كأول دراسة تجريبية لعصاب الصدمة وانعكاساته النفسية-الجسدية.

  ويمكن بعد ذلك أن نأتي على دور "أوبنهايم" الذي أطلق في عام 1884) م( تسمية العصاب الصدمي على وضعية الشعور بتهديد الحياة، كما أن له الفضل في عزل وتمييز هذا العصاب ومن بعده أتى "Charcot" وعارض أطروحات أوبنهايم حول الأسباب النفسية للصدمة وطرح إشكالية هل أن أعراض ما بعد الصدمة تعود إلى الشخصية الأساسية واضطراباتها المتفجرة بمناسبة الصدمة، أم أن هذه الأعراض هي نتيجة فعلية للصدمة.

)                                                                          النابلسي، ( 130 :1995




وبعد ذلك ظهر مصطلح لزمة قلب الجندي (Solider Heart Syndrome) ، وذلك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، وقد عرف هذا الاضطراب بهذه التسمية نظراً لأن أعراض هذا الاضطراب كانت تشبه وإلى حد كبير أعراض اضطرابات القلب. وقد ورد هذا الاضطراب في بعنوان تفاعل الانعصاب البارز, دليل التشخيص الإحصائي الأمريكي الأول   ( DSM I 1952) وفي أعقاب الحرب الفيتنامية لاحظ الباحثون على الجنود .(Cross Stress Reaction) الأمريكيين العائدين من الحرب أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وذلك بعد تسعة أشهر من الحرب، مما دفعهم إلى إضافة هذا الاضطراب بنفس هذه التسمية (لزمة قلب الجندي) في التشخيص الإحصائي الأمريكي الثالث واستمر إلى التشخيص الإحصائي الأمريكي الرابع
(Kaplan & Sadock, 1998: 172)                                            
  
ويرى (يعقوب، 1999 ) أن أول تسمية لاضطراب ما بعد الصدمة ظهرت في عام 1980 م عندما أدخلت جمعية الطب النفسي الأمريكية هذا المصطلح، للدلالة على اضطراب نفسي يتلو حدوث الصدمة. وبعد سبع سنوات عادت جمعية الطب النفسي الأمريكية وأدخلت بعض التعديلات على مفهوم اضطراب ما بعد الصدمة وكان أهم هذه التعديلات هو التركيز بصورة أكبر على أعراض التجنب، وتناول اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال.
                                                (يعقوب،:1999 : 38 )
كما يرى (عبد الخالق، 1998 ) أن الاهتمام بدراسة الضغوط والصدمات بدأ يتزايد وتتنوع أساليبه، وذلك بسبب تزايد ضغوط الحياة التي يتعرض لها الإنسان وبخاصة منذ بداية القرن العشرين الذي شهد في نصفه الأول فقط حربين عالميتين طاحنتين ومئات الحروب  الصغيرة الأخرى.

                                              (عبد الخالق، 1998: 23 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق