الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

استراتيجيات التعلم الأجتماعي الانفعالي: Social emotional learning strategies

نشأة وتطور المفهوم.
                                                       من إعداد/معالج نفسي وائل وهبة
مكونات التعلم الاجتماعي الانفعالي
مفهوم اقديم كما هو الحال مع العديد من الأفكار الغربية، جذورالتعلم الجتماعي الأنفعالي SEL قديمة مثل اليونان القديمة. عندما كتب أفلاطون عن التعليم في الجمهورية، واقترح منهجا شموليا يتطلب توازنا التدريب في التربية البدنية، والفنون، والرياضيات، والعلوم، والحرف، والحكم الأخلاقي. "من خلال المحافظة على نظام سليم للتعليم والتربية، كنت تنتج مواطنين من اصحاب الشخصية الجيدة"، وأوضح.
منذ أكثر من 200 سنة، على الرغم من أن (التعلم الاجتماعي الأنفعالي ) (Social emotion learning )،(SEL)  مصطلح جديد نسبيا، والذي ظهر في عام 1995 بعد نشر أول كتاب عن الذكاء العاطفي لدانييل جولمان،فان (التعلم الاجتماعي الأنفعالي ) فهو شئ صاحب جذور في النظريات الشمولية للتعليم حيث يعد هو المحرك الاساسي للتطوير الكامل للشخص والذي يشمل علي العقل والعاطفة والجسم والجوانب الاجتماعية والروحية والجمالية. 
                                                 (Meaker, 2006, para.1)
ماريا مونتيسوري، جون ديوي ورودولف شتاينر من بين بعض رواد القرن 20الذين كرسا حياتهم علي النهج الشمولي لتعليم الأطفال.بالاضافة الي ان هناك مساهمات اخري لها هذا التاثير علي (التعلم الاجتماعي الأنفعالي ) منها نظرية ابراهام ماسلو 1943 من خلال طرحه لهرم الاحتياجات النفسية بالاضافة الي نظرية هوارد جاردنر الذكاءات المتعددة في عام 1993 وابحاث جولمان على الذكاء العاطفي في عام 1995.
سعت الابحاث التي قام بها ماسلو الي فهم الدوافع البشرية،حيث كان يقدمها غالبا علي شكل هرم بداء من الاحتياجات الأساسية في الجزء الاسفل من الهرم،كما سعي ايضا لشرح مراحل النمو البشري والتي تهدف في النهاية الي تحقيق الذات.
افترض ماسلو أنه إذا كان معظم الاحتياجات الأساسية - البدنيه، والسلامة، والانتماء / الحب والثقة بالنفس - لم يتم الوفاء،والفرد يشعر بالقلق و التوتر لهذا، غير قادر على التركيز على قدرات عالية المستوى
                                                                   (Huitt، 2007).
قام غاردنر (1993) بتعريف مجموعة من المهارات المعرفية التي تتجاوز تلك التي ترتبط عادة مع التعلم. وقال إن الأفراد يتعلمون بطرق مميزة، وذلك باستخدام مختلف الذكاءات المهيمنة على غيرها، ومنها الأقل وضوحا. التي تتجاوز الوسائل لغوية ومنطقية من التعليمات التي تهيمن على نظامنا التعليمي، الذكاءات المتعددة لجاردنر شجعت مجموعة واسعة من التطبيقات التعليمية التي تهدف إلى تحسين التعلم لجميع الطلاب.
جولمان (2005) على أساس عمله على الابحاث  من قبل علماء النفس وجون ماير وبيتر سولفي، اوضح أن التعلم والأداء تتأثر بالذكاء العاطفي (EI)، ولا تحدد فقط بالذكاء العقلي فقط (I.Q)، والذي يستخدم لقياسه.كما يقول جولمان أن الذكاء العاطفي هو فطري، سؤ كانت درجة مرتفعة أو منخفضة، يمكن تدريسها.


الجذور التاريخية لمفهوم الصدمة النفسية

      يعتقد الباحثون أن مفهوم الصدمة قد وضع في عام  1884) م( ، حيث أطلق العالم عليه مصطلح العصاب الصدمي، ولكنهم بذلك يتجاهلون تطور مفهوم الصدمة "Oppenheim"عبر آلاف السنين وقد كان للحضارة العربية مساهماتها في تطور هذا المفهوم، ونذكر على سبيل المثال تجربة ابن سينا التي لا يمكن تجاهلها كأول دراسة تجريبية لعصاب الصدمة وانعكاساته النفسية-الجسدية.

  ويمكن بعد ذلك أن نأتي على دور "أوبنهايم" الذي أطلق في عام 1884) م( تسمية العصاب الصدمي على وضعية الشعور بتهديد الحياة، كما أن له الفضل في عزل وتمييز هذا العصاب ومن بعده أتى "Charcot" وعارض أطروحات أوبنهايم حول الأسباب النفسية للصدمة وطرح إشكالية هل أن أعراض ما بعد الصدمة تعود إلى الشخصية الأساسية واضطراباتها المتفجرة بمناسبة الصدمة، أم أن هذه الأعراض هي نتيجة فعلية للصدمة.

)                                                                          النابلسي، ( 130 :1995




وبعد ذلك ظهر مصطلح لزمة قلب الجندي (Solider Heart Syndrome) ، وذلك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، وقد عرف هذا الاضطراب بهذه التسمية نظراً لأن أعراض هذا الاضطراب كانت تشبه وإلى حد كبير أعراض اضطرابات القلب. وقد ورد هذا الاضطراب في بعنوان تفاعل الانعصاب البارز, دليل التشخيص الإحصائي الأمريكي الأول   ( DSM I 1952) وفي أعقاب الحرب الفيتنامية لاحظ الباحثون على الجنود .(Cross Stress Reaction) الأمريكيين العائدين من الحرب أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وذلك بعد تسعة أشهر من الحرب، مما دفعهم إلى إضافة هذا الاضطراب بنفس هذه التسمية (لزمة قلب الجندي) في التشخيص الإحصائي الأمريكي الثالث واستمر إلى التشخيص الإحصائي الأمريكي الرابع
(Kaplan & Sadock, 1998: 172)                                            
  
ويرى (يعقوب، 1999 ) أن أول تسمية لاضطراب ما بعد الصدمة ظهرت في عام 1980 م عندما أدخلت جمعية الطب النفسي الأمريكية هذا المصطلح، للدلالة على اضطراب نفسي يتلو حدوث الصدمة. وبعد سبع سنوات عادت جمعية الطب النفسي الأمريكية وأدخلت بعض التعديلات على مفهوم اضطراب ما بعد الصدمة وكان أهم هذه التعديلات هو التركيز بصورة أكبر على أعراض التجنب، وتناول اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال.
                                                (يعقوب،:1999 : 38 )
كما يرى (عبد الخالق، 1998 ) أن الاهتمام بدراسة الضغوط والصدمات بدأ يتزايد وتتنوع أساليبه، وذلك بسبب تزايد ضغوط الحياة التي يتعرض لها الإنسان وبخاصة منذ بداية القرن العشرين الذي شهد في نصفه الأول فقط حربين عالميتين طاحنتين ومئات الحروب  الصغيرة الأخرى.

                                              (عبد الخالق، 1998: 23 )